[size=32]القبلية في السودان إلي أين؟[/size]
الناظر إلي المجتمع السوداني في العقدين الماضيين وحتي اليوم يلحظ وبوضوح تنامي ظاهرة التعصب القبلي اكثر من أي وقت مضي لدرجة جعلت القبيلة اقوي حزب أو مظلة يمكن اللجؤ إليها لما تمتلكه من وسائل حماية ، حتي إن المثقفين صاروا أكثر إيمانا بالقبيلة مقابل الكفر البين بالأحزاب والمنظمات المجتمعية وبالتالي أصبح لكل قبيلة أبناء يمثلونها سواء في الحكم أو أي في محفل ذا شأن ، وما يؤسف له حقا هو إن بعض الأحزاب انساقت وراء هذا الهوس القبلي وقامت بتشكيل هياكلها الحزبية علي أساس قبلي ، إنا لا أريد أن ادخل الحكومة هنا لأنها هي رائدة هذه الفوضى وهي من أعلت من شأن التطرف القبلي من اجل تحقيق مكاسب ضيقة علي حساب الوطن الكبير ويأٍسف المرء أكثر عندما يرى تلك الحروب التي نشأت في أجزاء كبيرة من هذا الوطن باسم القبيلة ، أنا لا أنكر التركيبة القبلية للسودان لان السودان وُجد هكذا منذ القدم ولكن بعض الحكومات استغلت هذه التركيبة لصالحها دون ان تسعي لجعل المجتمع كتلة مترابطة تخدم بعضها البعض ، من فرط ذلك التشدد القبلي صارت القبيلة اقوي من أي حكم نظامي أخر ولا أخفيكم سرا إن قلت لكم ان الحكومة نفسها صارت تخشي بعض القبائل وتسعي لاستجداء عطفها بينما تنزل غضبها علي الضعيف من القبائل ،الآن صار لكل قبيلة جيشها الذي تخوض به الحروب دفاعا عن أراضيها وأفرادها أو أي مبادئي تؤمن بها حتى ولو لم تكن متماشية مع الدين أو القانون أو الأخلاق العامة أو أي مواثيق متعارف عليها ، ومنذ الآلاف السنيين قالوا ان المجتمعات تتقدم بالتنظيم والتنظيم يعني السلطة والمجتمع يكون منظما عندما توجد فيه قدر من السلطة .إذا استمر الحال هكذا فنحن موعودون بحروب جاهلية أو مثل تلك التي دارت بين التوتسي والهوتو في رواندا لان الشرارة اندلعت الآن في دارفور وكردفان وجنوب السودان المتداخل معنا وقد تنتقل العدوى إلي أقاليم أخرى وما المانع؟
في الواقع بتنا اليوم في أمس الحاجة إلي إقامة نظام حكم ديمقراطيا سودانيا خالصا يراعي فيه تعددية مجتمعنا في ثقافته وقيمه وعاداته وتقاليده وحتى نمط حياتنا اليومي ، نظاما يقوم علي الحقوق الواجبات وعلي الأخذ والعطاء ولما لا حتى المكونات الايكولوجية وكل التركيبات الموجودة ، وقد سبقنا إلي ذلك الماليزيون الذين كانت لهم 13 قبيلة وعدد من الأديان ولكنهم اليوم صاروا من الأمم التي يضرب بها المثل في التعايش السلمي والتقدم والنهضة فقط نحتاج إلي توفر العزيمة السياسية والعمل والتكاتف والتجرد من (الأنا التي أقعدتنا) كإفراد مجتمع ، وبطبيعة الحال مازالت الفرصة أمامنا لتحقيق ذلك في ظل توفر الموارد الطبيعية والبشرية .
السبت سبتمبر 20, 2014 3:13 am من طرف HITHAM EBEID
» مني ليك عزيزي القارء
الإثنين مايو 05, 2014 12:14 am من طرف 123321
» تحياتي
الإثنين فبراير 17, 2014 4:17 am من طرف mohd
» °من أجمل الأقوال في العالم
الثلاثاء يناير 07, 2014 1:15 am من طرف زائر
» [تم الحل]اقوال وحكم سيفان النجار
الإثنين ديسمبر 02, 2013 6:25 am من طرف الاميرالحب
» اقتصاديات الجنينة
الخميس أغسطس 08, 2013 7:55 pm من طرف mohd
» إدارة التغيير الشخصي
الإثنين مايو 27, 2013 4:04 pm من طرف mohd
» الشاى العدنى الجديد الخلطة السحرية السريعة الممتازة
الأحد مايو 05, 2013 1:55 am من طرف yarayara
» الان بعد طول انتظار بالاسواق " دالاس هوت شوكلت "
الإثنين أبريل 22, 2013 11:29 pm من طرف yarayara